السبت 28 سبتمبر 2013, 00:05 | المشاركة رقم: #1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: وما النصر إلا من عند الله وما النصر إلا من عند الله وما النصر إلا من عند الله الحمد لله صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده ،أحمده سبحانه وأشكره على جزيل نعمائه وسابغ عطائه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا والد ولا والدة ولا ولد ولا مثيل ولا نظير ولا شبيه ولا ند (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) ([1]) ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الغر الميامين وسلم تسليما كثير إلى يوم الدين . أما بعد فأُوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل فهي الأمن والأمان والنصر والتمكين ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) ([2]). أيها المؤمنون: إن الابتلاء بالمصائب سنةٌ إلهيةٌ، وقدرٌ من الله مقدورا ، والمصائبُ تحلُ بالعبيد بذنوبهم ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) ([3]) ، وإن ما نشاهده من قتل وأذية للمسلمين وعدم نصر سببه الذنوب والمعاصي التي تحجبُ إجابة الدعاء،( ما أصابك من سيئة فمن نفسك) ([4])، والنصر والتمكين لا يكون إلا من عند الله ( وما النصر إلا من عند الله ) ([5]) ،و لا يكون النصر إلا لمن وحّد الله واتقاه وأطاعه ( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) ([6])، ولا يكون النصر إلا لإعلاء كلمة الله ،فعن أبي موسى رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الرجل: يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» ([7]). أيها المسلمون: إن النصر من الله ( وما النصر إلا من عند الله ) ([8])،و لا يكون النصر بكثرة العدد أو قلته ، فالنبي صلى الله عليه وسلم خرج لأحد وحنين بعدد كثير ولم يحصل لهم النصر في حنين إلا عندما توجهوا لله ونسوا العدد وكثرته ، وفي غزوة أحد أشار كبار الصحابة على النبي بالبقاء في المدينة والتحصن بها وهو رأي النبي ، وأما صغار الصحابة المتحمسون فكان رأيهم الخروج من المدينة فأمرهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه بالخروج مع أنه رأي رؤيا أولها بقتل الصحابة فخرج ومعه الجيش وانتصر الكفار ، فنزل القرآن مبينا الأسباب فقال الله تعالى ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) ([9])، فعدمُ النصر في أحدٍ وفي غيرها من المعارك التي لم ينتصر فيها المسلمون؛لأجل التمحيص لإخراج الطيب وإبعاد الخبيث ،وفي غزوة أحدٍ خرج النفاق والمنافقون ؛لأنهم رأوا القتل والموت فظهر نفاقهم وثبطوا الجيش ورجع ثلثاه ، ومعلوم أن النصر و الشهادة لا يكونان إلا إذا كان الجهاد لإعلاء كلمة الله، فما نشاهده في قتل بعض المسلمين إنما هو ؛ لأجل وحدة تجمع الطوائف والأديان ،ولأجل ديمقراطية كفرية ودساتير بشرية وجعل الحكم للبشر ،والله قول ( إن الحكم إلا لله) ([10]). أيها المتقون :إن النصر من الله يكون بالطاعة وكثرتها وتحقيق التوحيد والجهاد لإعلاء،ويكون النصر بالصبر والاجتماع وعدم النزاع والفرقة والافتراق ؛لأجل أن لا تذهب قوتنا ونفشل ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثير لعلكم تفلحون ، وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ) ([11])، " واعلم النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرا وإن مع العسر يسرا ) ([12])،وقال الزجاج إن الله تعالى ضامن للمسلمين النصر والتأييد وهم قوم لم يزالوا معه بالعبادة والتوحيد وكيف لا يرفع الله أقدارهم وهم الذين لم تزل كلمة التوحيد بجهادهم مرتفعة ([13])، فمن يشاهد حال المسلمين واختلافهم وتشتتهم وعدم اجتماعهم سيعلم علم اليقين أن النصر سيتأخر حتى يبدل المسلمون أحوالهم ،فيرجعوا لربهم ويراجعوه ويجتمعوا ولا يتفرقوا ويجتمعوا مع علمائهم وولاتهم وينبذون الفرقة والاختلاف ويكون همهُم تحكيمَ شرع الله وإقامته في الأرض والعدل والقسط بين الناس . ([1]) سورة الشورى،آية:11. ([2]) سورة آل عمران، آية:102. ([3]) سورة الشورى، آية:30. ([4]) سورة النساء، آية:79. ([5])سورة آل عمران، آية:126. ([6]) سورة النور، آية:41. ([7]) رواه البخاري في باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا حديث رقم 2810صحيح البخاري 4 / 20 ، ورواه مسلم في باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو سبيل الله حديث رقم 1904 صحيح مسلم 3 / 1512 . ([8])سورة آل عمران، آية:126. ([9])سورة آل عمران، آية:179. ([10]) سورة يوسف، آية:40. ([11]) سورة الأنفال، آية: 45. ([12]) صححه الألباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (5 / 496). قال الألباني رحمه الله : أخرجه الخطيب في " التاريخ " (10 / 287) والديلمي (4 / 111 - 112) من طريقين عن أبي عيسى عبد الرحمن بن زاذان حدثنا أبو عبد الله بن حنبل حدثنا عفان حدثنا همام عن ثابت عن أنس رفعه. قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن زاذان، اتهمه الذهبي بهذا الحديث، وقال: " باطل ". قلت: بل الحديث صحيح، فقد جاء في بعض طرق حديث ابن عباس: " يا غلام! إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك ... " الحديث وقد خرجته في " المشكاة " (5302 ) وفي " تخريج السنة " (316 - 318) وهذه القطعة منه في " مسند أحمد " (1 / 307) و " الأحاديث المختارة " (59 / 199 - 200) من طرق عن قيس بن لحجاج الزرقي عن حنش بن عبد الله عن ابن عباس به. قلت: وهذا إسناد صحيح. ولهذه القطعة طرق أخرى عنه عند أبي نعيم في " الحلية " (1 / 314) والحاكم (3 / 541 - 542) وعبد بن حميد في " المنتخب من المسند " (88 / 2 - 89 / 1 – مصورة المكتب) . ([13])التذكرة في الوعظ (ص: 175).
| |||||||||||||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
مواضيع ذات صلة | |
|