نهايه الغرور نهاية الغرور
الغرور كلمة ينفر منها الناس، كما أنهم ينفرون ممن يتصف بها، والغرور نقيض التواضع ومرادف للتكبر والتعالي، وهي بالطبع لا تعني الثقة بالنفس لأن المغرور غالبا ما يكون لديه شعور داخلي بالنقص يريد أن يخفيه عن الناس في ثوب التكبر والغرور، والغرور مرض من أمراض القلب المعنوية التي لا تؤلم المريض ولكن تؤلم من حوله، قد يتغير الإنسان بكثرة ماله أو جماله أو قوته.
لكن ما لا يعلمه المغتر أن دوام الحال من المحال، فلن يدوم المال مهما طال زمن الغنى ولن يدوم الجمال، فكثير من ملكات الجمال ومن النساء كن فتيات أحلام لكل رجل وبعد مرور الزمن تصبح هذه الفاتنة عجوزا شمطاء تستحي أن يراها الناس، وهذه القوة وغيرها مما يغتر بها الإنسان تذهب ويبقى رصيد الإنسان لدى الناس، ويبقى عمله الذي قدمه.
الغرور من أكثر الصفات التي كان يكرهها الرسول صلى الله عليه وسلم قال أنس بن مالك رضي الله عنه: خدمت الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما سبني ولا ضربني ولا عبس في وجهي.
فلننظر الى تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أنس بن مالك رضي الله عنه، وعلينا أن ندرك أن الغرور نهايته الندم والانكسار، لكن التواضع ليس له نهاية لكن هو بداية للرفعة في الآخرة وقبلها في الدنيا يوم لا ينفع مال ولا جمال ولا قوة إلا من أتى الله بقلب سليم.