الأحد 06 يناير 2013, 18:32 | المشاركة رقم: #1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: ولكنك عند الله لست بكاسد». دكتور محمد على يوسف ولكنك عند الله لست بكاسد». دكتور محمد على يوسف «ولكنك عند الله لست بكاسد» هى جملة قالها النبى صل الله عليه وسلم لرجلين من أصحابه فى موقفين مختلفين، رجلين هانا ودنا قدرهما عند الناس بل وعند أنفسهما.. أما الأول فهو جليبيب رضى الله تعالى عنه، عرض عليه النبى أن يزوجه فقال: إذن تجدنى كاسداً يا رسول الله. وأما الثانى فهو زاهر بن حرام، مازحه النبى قائلاً من يشترى العبد فقال نفس الكلمة: تجدنى يا رسول الله كاسداً. الصحابيان كانا دميمى الخلقة لا يحب الناس النظر إليهما ولا يعنون بشأنهما أو يقدرونهما حق قدرهما لدرجة أثرت على ثقة كل منهما بنفسه وجعلته يشعر بهوانه على الناس وكساده وعدم رغبة الناس فيه حتى قالا تلك الكلمات التى تنم عن تدنى نظرتهما لنفسيهما. هنا علمهما النبى صل الله عليه وسلم وعلم الأمة معهما تلك القيمة التربوية الرفيعة، وهذا المعنى العظيم. القيمة التى فُقدت فى مجتمعات مادية لا تزن الناس أو تحكم عليهم إلا من خلال المظهر الخارجى أو المقام والمنصب فتحقر هذا وتنتقص من ذاك وتمتهن كرامة هؤلاء وتسخر من أولئك، ولربما كان أدنى المهانين فى نظر الناس خيراً من ملء الأرض ممن يمتهنونه ويسخرون منه لأنه، ببساطة، عند الله ليس بكاسد. بينما نجد أناساً يشار إليهم بالبنان، وتُنظم فى مدحهم القصائد، وتدبج فى مناقبهم المقالات والمقولات، وهم فى الحقيقة لا يساوون عند الله جناح بعوضة. فى الحديث: «إنه ليأتى الرجل العظيم السمين يوم القيامة، لا يزن عند الله جناح بعوضة، اقرأوا: (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا)». بكلمتين لخص رسول الله ذلك المعنى وعلم أمته أن القضية ليست قضية مظهر وقشرة خارجية قد لا تعبر عن نفاسة قدر أو نقاء معدن وأن العبرة ليست بمقام المرء عند الناس «عند الله». فكم من كاسد عند بنى البشر لكنه غالٍ عند رب البشر، وتلك هى القيمة الحقيقية التى حرص النبى دوماً أن يرسخها فى نفوس أتباعه. حرص على ترسيخها حين ضحكوا من دقة ساقى الصحابى الجليل عبدالله بن مسعود رضى الله عنه فأخبر أن تلك الساقين أثقل عند الله من جبل أحد. وحرص على ترسيخها حينما عجبوا من لين ونعومة ثوب حريرى أهدى إليه فقال: «أَتَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا؟ مَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِى الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ هَذَا». وحرص على ترسيخها حين ذكر الأشعث الأغبر المدفوع بالأبواب الذى هو رغم ذلك إذا أقسم على الله لأبرّه. تأمل عجيب شأنه يقسم على الله؟!! فيبره!! ما أرفع قدره! رجل بسيط من عوام الناس، بل من فقرائهم، جهل الناس مكانته، واحتجبوا عنه بظاهر حاله، فدفعوه بالأبواب، وأعرضوا عن إجابة حاجته، وردوا شفاعته فانحجبت عنهم معالم ولايته، لكنه يبقى صاحب المقام، المقام الحق، المقام الذى يُبتغى، والمنزلة التى تُرتجى، والمكانة التى يُبذل من الغالى والنفيس للوصول إليها وتحصيلها.. فعنده سبحانه؛ الناس درجات، والخلق مقامات، والورى طبقات.. لكنها ليست تتفاضل بمعايير أهل الدنيا، من مال وجاه ومنصب وعز ومظهر. حاشا وكلا، إنما هى مقامات وطبقات أخرى، رأس مالها التقوى، وخزانتها الخشية، ومفتاحها صحيح العقيدة، وكنزها خالص العبادة، واستثماراتها فى العمل الصالح والنفع لكل الخلق وخير الناس أنفعهم للناس كم من مواقف أصّل فيها النبى صل الله عليه وسلم لذلك المعنى الراقى وشحذ الهمم لتطلب هذا القدر الرفيع عند المولى جل وعلا وليكون المرء مستحقاً لهذه الجملة الغالية «ولكنك عند الله لست بكاسد». دكتور محمد على يوسف
| |||||||||||||||||||||||||||||||||
الخميس 18 يوليو 2013, 12:43 | المشاركة رقم: #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: رد: ولكنك عند الله لست بكاسد». دكتور محمد على يوسف
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||
الأربعاء 05 فبراير 2014, 17:51 | المشاركة رقم: #3 | |||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: رد: ولكنك عند الله لست بكاسد». دكتور محمد على يوسف ولكنك عند الله لست بكاسد». دكتور محمد على يوسف اللهم صل وسلم وبارك عليك حبيبي يا رسول الله تسلم ايدك دينا الغالية وجزاكى الله خيرا
| |||||||||||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
مواضيع ذات صلة | |
|