وصايا الحبيب :: اقسام دعوية :: ۩╝◄ الملتقي الاسلامي العام ►╚۩ :: موسوعة التوحيد والعقيده

شاطر
 سر الخلق والأمر والشرائع I_icon_minitimeالأربعاء 05 فبراير 2014, 18:21
المشاركة رقم: #1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
المدير العام
الرتبه:
المدير العام
الصورة الرمزية
اسأل الله ان يحفظك

البيانات
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 1836
تاريخ التسجيل : 29/11/2009
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
مُساهمةموضوع: سر الخلق والأمر والشرائع


سر الخلق والأمر والشرائع





سر الخلق والأمر ، والكتب والشرائع ، والثواب والعقاب انتهى إلى هاتين الكلمتين ،
وعليهما مدار العبودية والتوحيد ،
حتى قيل : أنزل الله مائة كتاب وأربعة كتب ، جمع معانيها في التوراة والإنجيل والقرآن ، 

وجمع معاني هذه الكتب الثلاثة في القرآن ،
وجمع معاني القرآن في المفصل ،
وجمع معاني المفصل في الفاتحة ، 
ومعاني الفاتحة في إياك نعبد وإياك نستعين .
 

وهما الكلمتان المقسومتان بين الرب وبين عبده نصفين ،
فنصفهما له تعالى ، وهو " إياك نعبد "
ونصفهما لعبده وهو " إياك نستعين " . 

والعبادة تجمع أصلين :
غاية الحب بغاية الذل والخضوع ، والعرب تقول : طريق معبد أي مذلل ،

والتعبد : التذلل والخضوع ، فمن أحببته ولم تكن خاضعا له ، لم تكن عابدا
له ، ومن خضعت له بلا محبة لم تكن
عابدا له حتى تكون محبا خاضعا ،

ومن هاهنا كان المنكرون محبة العباد لربهم منكرين حقيقة العبودية ،
والمنكرون لكونه محبوبا لهم ، بل هو غاية مطلوبهم ، ووجهه الأعلى
نهاية بغيتهم منكرين لكونه إلها ، وإن أقروا بكونه ربا للعالمين وخالقا لهم ، فهذا غاية توحيدهم ، وهو توحيد
الربوبية الذي اعترف به مشركو العرب ، ولم يخرجوا به عن الشرك ،

كما قال تعالى ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله وقال تعالى ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ،
قل لمن الأرض ومن فيها إلى قوله سيقولون لله قل فأنى تسحرون
 

ولهذا يحتج عليهم به على توحيد إلهيته ، وأنه لا ينبغي أن يعبد غيره ، كما أنه لا خالق غيره ، ولا رب سواه . 

 سر الخلق والأمر والشرائع (262)

والإستعانة تجمع أصلين : الثقة بالله ، والإعتماد عليه ،
فإن العبد قد يثق بالواحد من الناس ، ولا يعتمد عليه في أموره مع ثقته به لإستغنائه عنه ، وقد يعتمد عليه مع عدم
ثقته به لحاجته إليه ، ولعدم من يقوم مقامه ، فيحتاج إلى اعتماده عليه ، مع أنه غير واثق به . 

 سر الخلق والأمر والشرائع (262)

والتوكل معنى يلتئم من أصلين : من الثقة ، والإعتماد ،
وهو حقيقة " إياك نعبد وإياك نستعين " وهذان الأصلان وهما التوكل
، والعبادة قد ذكرا في القرآن في عدة مواضع ، قرن بينهما فيها ، هذا أحدها .

الثاني: قول شعيب وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه
أنيب . 

الثالث : قوله تعالى ولله غيب السماوات والأرض وإليه
يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه . 

الرابع: قوله تعالى حكاية عن المؤمنين ربنا عليك توكلنا
وإليك أنبنا وإليك المصير . 

الخامس : قوله تعالى واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا رب
المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا 

السادس : قوله تعالى قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت 
وإليه متاب . 

فهذه ستة مواضع يجمع فيها بين الأصلين ، وهما " إياك نعبد وإياك نستعين " . 

وتقديم " العبادة " على " الاستعانة " في الفاتحة
من باب تقديم الغايات على الوسائل ،

إذ " العبادة " غاية العباد التي خلقوا لها ، 
و " الاستعانة " وسيلة إليها ، 

ولأن " إياك نعبد " متعلق بألوهيته واسمه " الله " 
وإياك نستعين " متعلق بربوبيته واسمه " الرب " فقدم " إياك نعبد " على "
إياك نستعين
" كما قدم اسم " الله " على " الرب " في أول السورة ، 

ولأن " إياك نعبد " قسم " الرب " ، فكان
من الشطر الأول ، الذي هو ثناء على الله تعالى ، لكونه أولى به ،
و " إياك نستعين " قسم العبد ، فكان من الشطر الذي له ، وهو " اهدنا 
الصراط المستقيم
 " إلى آخر السورة . 

ولأن " العبادة " المطلقة تتضمن " الاستعانة " من غير عكس ، فكل عابد لله عبودية تامة مستعين به ولا ينعكس ، لأن صاحب
الأغراض والشهوات قد يستعين به على شهواته ، فكانت العبادة أكمل وأتم ، ولهذا كانت قسم الرب . 

ولأن " الاستعانة " جزء من " العبادة "
من غير عكس ، ولأن " الاستعانة " طلب منه ، و " العبادة " طلب له . 

ولأن " العبادة " لا تكون إلا من مخلص ، و " الاستعانة " تكون من مخلص ومن غير مخلص . 

ولأن " العبادة " حقه الذي أوجبه عليك ، و " الاستعانة " طلب العون على " العبادة " ،
وهو بيان صدقته التي تصدق بها عليك ، وأداء حقه أهم من التعرض لصدقته . 

ولأن " العبادة " شكر نعمته عليك ، والله يحب أن يشكر ، والإعانة فعله بك
وتوفيقه لك ، فإذا التزمت عبوديته ، ودخلت تحت رقها أعانك عليها ، فكان التزامها والدخول تحت رقها سببا لنيل
الإعانة ، وكلما كان العبد أتم عبودية كانت الإعانة من الله له أعظم . 

 سر الخلق والأمر والشرائع (262)

والعبودية محفوفة بإعانتين 
إعانة قبلها على التزامها والقيام بها ،
وإعانة بعدها على عبودية أخرى ، وهكذا أبدا ، حتى يقضي العبد نحبه . 

ولأن " إياك نعبد " له ، و " إياك نستعين " به ، 
وما له مقدم على ما به ، لأن ما له متعلق بمحبته ورضاه ، وما به متعلق بمشيئته ، وما تعلق بمحبته أكمل مما تعلق 
بمجرد مشيئته ، فإن الكون كله متعلق بمشيئته ، والملائكة والشياطين والمؤمنون والكفار ، والطاعات والمعاصي ،
والمتعلق بمحبته : طاعتهم وإيمانهم ، فالكفار أهل مشيئته ، والمؤمنون أهل محبته ، ولهذا لا يستقر في النار شيء
لله أبدا ، وكل ما فيها فإنه به تعالى وبمشيئته . 

فهذه الأسرار يتبين بها حكمة تقديم " إياك نعبد " على " إياك نستعين " . 

وأما تقديم المعبود والمستعان على الفعلين ، ففيه :
أدبهم مع الله بتقديم اسمه على فعلهم ، وفيه الاهتمام وشدة العناية به ، وفيه الإيذان بالاختصاص ، المسمى بالحصر
، فهو في قوة : لا نعبد إلا إياك ، ولا نستعين إلا بك ، والحاكم في ذلك ذوق العربية والفقه فيها ، واستقراء موارد
استعمال ذلك مقدما ، وسيبويه نص على الاهتمام ، ولم ينف غيره . 

ولأنه يقبح من القائل أن يعتق عشرة أعبد مثلا ، ثم يقول لأحدهم : إياك أعتقت ، ومن سمعه أنكر ذلك عليه
وقال : وغيره أيضا أعتقت ، ولولا فهم الاختصاص لما قبح هذا الكلام ، ولا حسن إنكاره . 

وتأمل قوله تعالى وإياي فارهبون ،
وإياي فاتقون كيف تجده في قوة : لا ترهبوا غيري ، ولا تتقوا سواي ،

وكذلك " إياك نعبد وإياك نستعين " هو في قوة : لا نعبد غيرك ، ولا نستعين
بسواك ، وكل ذي ذوق سليم يفهم هذا الاختصاص من علة السياق . 

ولا عبرة بجدل من قل فهمه ، وفتح عليه باب الشك والتشكيك ، فهؤلاء هم آفة العلوم ، وبلية الأذهان والفهوم ،
مع أن في ضمير " إياك " من الإشارة إلى نفس الذات والحقيقة ما ليس في
الضمير المتصل ، 

ففي : إياك قصدت وأحببت من الدلالة على معنى حقيقتك وذاتك قصدي ، ما
ليس في قولك : قصدتك وأحببتك ، وإياك أعني فيه معنى : نفسك وذاتك وحقيقتك أعني . 

ومن هاهنا قال من قال من النحاة : إن " إيا " اسم ظاهر مضاف إلى الضمير
المتصل ، ولم يرد عليه برد شاف . 

ولولا أنا في شأن وراء هذا لأشبعنا الكلام في هذه المسألة ، وذكرنا مذاهب النحاة فيها ، ونصرنا الراجح ، 

وفي إعادة " إياك " مرة أخرى دلالة على تعلق هذه الأمور بكل واحد من الفعلين ، ففي إعادة الضمير من قوة الاقتضاء لذلك ما ليس في حذفه ، فإذا قلت لملك مثلا : إياك أحب ، وإياك أخاف ، كان فيه من اختصاص الحب والخوف بذاته والاهتمام بذكره ، ما ليس في قولك : إياك أحب وأخاف . 




الموضوع الأصلي : سر الخلق والأمر والشرائع // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: اسأل الله ان يحفظك


توقيع : اسأل الله ان يحفظك








مواضيع ذات صلة


 سر الخلق والأمر والشرائع Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة




Powered by wsaya
Copyright © 2015 wsaya,