السبت 23 يوليو 2011, 17:00 | المشاركة رقم: #1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: الفراسة (2) الفراسة (2) [size=21]بسم الله الرحمان الرحيم عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله " . و المؤمن الكامل يسمع أيضا بسمع الله .. و تأتيه المخاطبات و التحديث من قبل الله .. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن الله تعالى جعل الحق على لسان عمر و قلبه ". و قال ابن عمر : " ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه و قال عمر إلا نزل فيه القرآن على نحو ما قال عمر ".. و موافقات عمر رضي الله عنه للقرآن في أسرى بدر و في حجاب أمهات المؤمنين و غير ذلك مشهورة .. هي من قبيل التأييد الإلهي .. بواسطته ينطق عمر بلسان الحق و قلبه . و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لقد كان فيمن قبلكم من الأمم ناس محدثون من غير أن يكونوا أنبياء .. فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر " . رواه الشيخان عن أبي هريرة . و ليس معنى هذا أن ليس في الأمة محدثون غير عمر .. بل معناه أن عمر أحق بهذه الرتبة من غيره . و لا يعني هذا أيضا أن رتبة التحديث أفضل و أعلى من رتبة الصديقية المعروفة لأبي بكر .. بل كبار الصحابة كانوا على نصيب وافر من كل خير .. على تفاضلهم رضي الله عنهم . و إذا كانت الرؤيا الصادقة جزءا من ستة و أربعين جزءا من النبوة .. فإن الفراسة و المكاشفة و انفتاح عين القلب أقوى و أجلى لكونها مظاهر للمنح التي يخص الله بها أولياءه يتصرفون فيها يقظة و بإرادة . فإن انضافت إلى هذه المنح القلبية التي هي من قبيل الكرامة و خرق العادة ما خص الله عز و جل به الخلفاء الراشدين من منح الرجولة الإيمانية و الكمال الخلقي و العقل و المروءة و الحكمة و الرحمة و حسن السياسة بقوة و أمانة و حفظ و صيانة عرفنا مواصفات المرشحين في غد الإسلام للخلافة الثانية . لا نظن أنه يكون " لثورة إسلامية " ما أي معنى من معاني الخلافة عن النبي صلى الله عليه و سلم إن لم تكن الربانية الجامعة لما شاء الله من أجزاء النبوة سمة بارزة في دعوة الخلافة .. و تربيتها .. و فراسة رجالها . لا أعني أن يعتمد المجاهدون من رجال الدعوة على شيء من الفراسة و الرؤيا و المكاشفة اعتمادا يحل محل الطرائق الشرعية لاكتشاف الحقائق و اتخاذ القرارات . فذلك خروج عن جادة السنة إلى هوامش الخرافية و الضلال . و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم .. و هو النبي فعلا و كمالا .. و كان خلفاؤه الراشدون المتفرسون الربانيون .. و منهم عمر المحدث بشهادة النص النبوي .. يطرحون المسائل للمشاورة و الأخذ و الرد و المراجعة و الرجوع آخر الأمر إلى الله و رسوله .. و إلى ظاهر الشرع . أعني أن الخلافة الثانية على منهاج النبوة لا بد أن تظهر فيها خصائص الربانية التي عمومها و مضمونها و سياجها السنة المطهرة الكاملة .. من جملة سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و سنة الخلفاء الراشدين الأولين ظهور الكرامة و الفراسة في مكانها و مرتبتها من الواقع لا تعدوه . فإن تعدى أحد بالفراسة حدود الشرع و السنة فقد خرق في دينه خرقا .. و مزق مزقا . الفراسة مثل الاجتهاد العقلي تخطئ و تصيب .. ما هنالك معصوم سوى النبيين .. فالعاصم من الخطإ و التيه الشرع . [/size]
| |||||||||||||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
مواضيع ذات صلة | |
|