الثلاثاء 19 فبراير 2013, 17:25 | المشاركة رقم: #1 | |||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: مهاجرين في مهب الريح مهاجرين في مهب الريح مهاجرين في مهب الريح بحر الدنيا عميق, وسل البحر عمن قضوا فيه, عن حكايات المهاجرين هربا من الظلم والقهر والجوع, فماذا سيرد عليك, سيقول لك من يقبل أن يركب البحر وهو لا يجيد السباحة, من يقبل أن يعبر إلى المجهول غير من فقد الأمل فيما ترك من ارض وقوم وعمال, من يقبل على الموت غير الذي ما ذاق طعم الحياة يوم في أرضه وعاش وسيف الذل مسلط على عنقه, من يقبل على الموت والغربة غير الذي عاش غريبا في وطنه؟ مسافرون إلى المجهول بحثا عن أنفسهم وعن حريتهم, هربا من الغول, غول كل الأزمنة الذي لم يشبعه شيء ولن يشبعه إلا التراب, مسافرون وحقائب صنعت للمغتربين فقط لتحمل حكايات تنفع للنشر مكتوبة في سجل التاريخ الذي يحفظ فيه كل قصص الظلم التي عاشها الإنسان على الأرض. أغراب وختم الغربة مطبوع على جباههم حزنا وأسألة حائرة تبحث عن أجوبة, أغراب ولا يملكون سوى حقائب ورسائل خاصة بالمهاجرين تحكي معاناتهم, وتقول إنهم سندبادات عصرهم رحلوا لينقذوا غيرهم فهم يعلمون ماذا تركوا خلفهم. أشعار ونداءات حزينة لا تصلح إلا للمهاجرين لأنها تقطع القلب وتنادي نداءات الحق لمن بيده وحده أن ينقذهم من هذا الغول وينالوا يوما حريتهم ويلقوا بكل حقائبهم وحكاياتهم وأشعارهم الحزينة في البحر ولا يكون هناك غربة مرة أخرى ولا مهاجرين. أغراب رحلوا وقلوبهم تحمل شهاداتهم وهناك يسجدون في مساجدهم التي بنوها في الغربة يصلون صلواتهم دون أن تكون صلاة الفجر جريمة ولا اللحية جريمة ولا الثوب القصير جريمة, ويتبادلون الأحاديث ويبثون شكواهم وفي مقاهيهم يسردون حكايتهم وكل منهم له حكاية واغلبها تلتقي في نفس العنوان الغول, الغول الذي لا يريد من أبناء بلده الذين اجبرهم على الغربة سوى تحويلاتهم المادية. أصعب ما في حياة المهاجرين أنهم يعلمون أنهم استثمار للدولة وان اغلب دولهم تدفعهم للغربة من اجل هذا الهدف, ولا يهمها أعمارهم ولا أحوالهم ولا يهمها إن باعت أعراض بناتها أو أعمار شبابها ودراستهم ولا حتى ثقافتهم المهم هو العملة الصعبة. كلام في كلام. كلام في هذا الزمن يعني ثرثرة أو كما يقولون تنفيس أو كلام فارغ أو مشاركة, طعام بلا ملح ولا دسم والأكلة كثر, والقصعة كبيرة لكن طعامها باهت, حكايات مكررة كلها تتكلم عن الوهم السحر الوسواس السياسة الرياضة نكات تسلية والكل يدلي بدلوه ومهما يكن الطعام فعليك أن تأخذ حصتك أو تقوم بدورك وتلعب ورقتك فالكل في مسرح الوهم يمثلون. أثناء الحديث ترى الناس مشدوهة مسلوبة الإرادة فالكل يرتب الكلمات والقصص والتي اغلبها وهمية أو مبالغ فيها وهي ليس سوى قراءة من الذاكرة أي كأنهم يقرءون في لوح كتبت فيه هذه القصص الوهمية الغريبة, لا تنفس لا تأني لا حديث نفس لا عرض الحديث على الملكين لا عرض الحديث على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ولا حتى عرض الكلام على العرف وآداب الكلام, لسان يجري بالكلمات والقصة الثانية والنكتة خلفها تنتظر دورها لتخرج شاهدة على أنها جلسات لا يمارس فيها إلا الثرثرة والكلام الفارغ. حين تمر بهذه الجلسات لن يسمحوا لك لتكون مراقبا بل سيبللونك معهم في مستنقع الوحل الذي يعيشون فهذا الوحل يسكن في أدمغتهم ونفوسهم, فإما أن تكون منهم ومثلهم وإما أن تغير هذه الجلسات وعناوينها وإما عليك بالرحيل فهم قوم لا يفقهون حديثا ولا يعلمون قيمة الوقت. كلنا أحرار إن أردنا وقصدنا الحرية ومن لم يقصد الحرية ويسعى إليها بقى عبدا مع عبيد الدنيا والكلام والجلسات وحتى عبدا لنفسه, ومن لم يعبد الله حق عبادته فلا عجب إن أصبح عبدا لغيره أو لنفسه أو لشيطانه. أيدركنـي ضيم وأنت ذخيرتي *** وأظلم في الدنيا وأنـت نصيري. (اللهم اجعلني خيرا مما يظنون ، ولا تؤاخذني بما يقولون ، واغفر لي ما لا يعلمون)
| |||||||||||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
مواضيع ذات صلة | |
|