السبت 02 أبريل 2011, 12:37 | المشاركة رقم: #1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: هل سيعود السيد المسيح ثانية، ومع من سيكون؟ هل سيعود السيد المسيح ثانية، ومع من سيكون؟ بسم الله الرحمن الرحيم لقد جاء عيسى بن مريم عليه السلام رسولاً إلى بني إسرائيل فاصطدم بعلمائهم من (الفرِّيسيين) بعد أن رأوا مخالفته لأقوالهم ولما جاء به أجدادهم من التأويلات التي لم ينزل الله بها من سلطان ولما رأوا أمرهم سينكشف للناس راحوا يقاوموه بشتى الوسائل حتى تمكنوا من صد الناس عنه، وما صدوا إلا الذين هم على شاكلتهم، ولم ينتهوا عند الكفر به والصد عن سبيل الله بل راحوا يمكرون به قال تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ}:بكفرهم ومكرهم. {قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ}: أي من يبايعني على النصر أو الموت. {قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ، رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}:ذلك أن المسألة خرجت عن نطاق المناقشات الكلامية وتطورت إلى الاحتكام إلى شبه الأسنة. مكرت بنوا إسرائيل واستعد السيد المسيح والذين آمنوا معه وهم أحد عشر رجلاً ولكن الله جلّت قدرته رأى الحواريين أقلة فدبر لأمرٍ فيه الخير لهؤلاء وهؤلاء. {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ، إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ}: تألم على نفسه وأخذ الحزن منه كل مأخذ وظن أن الله جل وعلا لم يقدِّر على يديه هداية قومه لوفاته ونتيجة إعراضهم وكفرهم لأنه بهدايتهم سعادتهم وسعادته يوم القيامة وبالتالي رفعته عندئذ طمأنه تعالى، إذ قال تعالى: {وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}: أي بأعمالك العالية لإنقاذ البشرية. {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} سورة فاطر (10). والوفاة لا تعني الموت فحسب بل النوم يسمى وفاة أيضاً، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ..} سورة الأنعام (60). {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا..} سورة الزمر (42). فالنوم وفاة إذاً، أما وفاة الموت فتكون على يد ملك الموت الموكل بوضع الروح حين الولادة إذ هو أيضاً الذي يقبضها عند الموت. {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} سورة السجدة (11). {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ..} سورة النساء (97). للأعلى معنى الوفاة: فمعنى الوفاة هنا أخذ الإرادة والاختيار من سيدنا عيسى عليه السلام بإنامته فالله يتوفى الأنفس التي أخذ منها إرادتها واختيارها، لذا فالأعمال التي تصدر من النائم لا يؤاخذ عليها إن اتخذ الحيطة لنفسه قبل نومه أما كلمة (رافعك) لا تعني في الآية رفعة مكانية وأية قيمة لها إن كانت مكانية، فالله موجود في كل مكان وزمان فالسموات ليست أعلى من الأرض وإنما هي بعيدة عنها فقط فالسماء فوقنا وتحت كرتنا الأرضية محيطة بها عن بُعد من الطرف الآخر من الأرض فالمسألة ليست قضية ارتفاع وانخفاض مكاني بل المسألة مسألة قرب من الله أو بعد عنه. قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ..} سورة الأعراف (175-176). فخلوده إلى الأرض وعدم استعظامه آيات الله التي انسلخ عنها بقي منحطاً لم يرقَ ولم ترتفع نفسه. وقال الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ..}سورة فاطر (10). {...يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} سورة المجادلة (11). للأعلى الرفعة: فالرفعة إذاً معنوية وفوق ذلك فإن الله قد آوى سيدنا عيسى وأمه عندما همت بنوا إسرائيل بقتله آواهما إلى ربوة ذات قرار و معين لا إلى السماء: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} سورة المؤمنون (50). وهذه الآية دليل على عودة السيدة مريم عليها السلام مع السيد المسيح في آخر الزمان. فالله سبحانه طمأَنَ المسيح عليه السلام بأنه رافعه إليه بهذه النية العالية إلا أن الرفعة لن تكون الآن إذ أن قومك أبوا أن يؤمنوا لك وأصروا على كفرهم فما استحقوا إنعامي عليهم لذلك فإني مُلقٍ عليك سُنّةً من النوم الآن ورافعك بعد هذا النوم الذي يمتد قروناً بالأعمال الكبرى التي سأرزقك بها وبها إسلام العالم كله على يديك وذلك بنيتك العالية. .............................
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
مواضيع ذات صلة | |
|