جــمــال الــعــزة للــمــؤمــن ] العزة والعز عكس الذلة والذل وضدهما فالعزة والعز حصانة ذاتية ومناعة تحمي من المهانة والهوان ومن يفقد العزة يسهل عليه قبول الهوان إذ يموت في نفسه شعوره بكرامته الإنسانية المتمثلة في العزة إباء ضيم ورفض هوان كما صور هذه الحالة / أبو الطيب المتنبي في شعره بقوله :-
فالعزة حصن يحصن الكرامة الذاتية ويمنعها من الهوان وأعلاها عزة الإيمان وهي ثقة مطلقة في الله عز وجل وأن لا عبودية لأحد سواه وأن علامات ذلك الإيمان عدم قبول الإهانة فالعزة منعة وثقة ومن فقدها هان حتي على نفسه فيما يعرف ( بالدونية ) و ( مركب النقص ) فالعزة جمال ينبعث من الشعور بكرامة الذات التي إن هانت على النفس هانت على غيرها :-
وكما تتجلي العزة في جمال الذات بصونها عن المهانة والذل فردا فإن للعزة جمالا في متعة الأمة فالعزة في الإيمان : لله ورسوله وللمؤمنين ولا ينكر هذه الحقيقة في الأمة إلا منافق مات إحساسه كما يقول الحق سبحانه : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ) فجمال عزة المؤمنين ينبعث من صدق إيمانهم وجمال عزة الفرد ينبعث من إبائه الضيم و ( الدونية ) وبخاصة أمام من يريد تحقيره من الأعداء كما قال / الخوارزمي :-
إن جمال العزة هو جمال الإحساس الحي بالكرامة ويتألق هذا الجمال بالحرص الدائم على إباء الضيم ورفض الذل والإذلال وبخاصة في الإيمان فالمؤمن فردا والمؤمنين جماعة وأمة يثقون في أن العزة لله جميعا ومن ثم فإن العزيز بالله لا يذل لسواه أبدا .