الأحد 09 يونيو 2013, 00:52 | المشاركة رقم: #1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: أغمِضِي عَيْنَيْـكِ أغمِضِي عَيْنَيْـكِ السَّلامُ عليكُنَّ ورَحمةُ اللهِ وبركاتُه .. )( أُخَيَّتي ، إذا أطفئتِ المِصباحَ ، وجِئتِ إلى فِراشِكِ ، ونِمتِ على سَريركِ ، وأغمَضتِ عَيْنَيْكِ ، قبل أن تنامي ، فكِّـري قليلاً ، وتذكَّـري تِلكَ الَّلحظاتِ ، أصعبَ الَّلحظاتِ ؛ حِين تنامينَ على فِراشِ المَوتِ ، ويُشَلُّ جِسْمُكِ فلا تستطيعينَ تحريكَه . تذكَّـري حِينَ تبدأُ السَّكَراتُ ، وتُسكَبُ العَبَراتُ ، ثُمَّ تنضَمِّينَ بعدَها إلى الأمواتِ . تذكَّـري حِينَ تُغمِضينَ عَيْنَيْكِ ولا تستطيعينَ فَتحَها . تذكَّـري حِينَ تنامينَ ثُمَّ لا تستطيعينَ القِيَامَ . تذكَّـري حِينَ تُغسَّلِينَ ، وتُقلَّبينَ يمينًا ويَسارًا ، وتُكَفَّنينَ ، وتُحمَلِينَ على الأعناقِ ، ثُمَّ يُذهَبُ بكِ إلى القبور ، وتُدفَنينَ تحتَ التُّرابِ ، ولا يبقى معكِ أهلٌ ولا أحباب ، ولا مالٌ ولا ثِياب . شُلَّت حَرَكَتُكِ ، وذَهَبَت قُوَّتُكِ ، وراحَ صَوتُكِ ، وفَقدتِ كُلَّ ما تملكينَ ، إلَّا عملَكِ الصَّالِح . فارقتِ الدُّورَ والقصورَ ، وسكنتِ التُّرابَ والقبورَ ، تركتِ أحسنَ الثِّيابِ ، ولَبستِ الأكفانَ ، وبعد أنْ كُنتِ تسيرينَ على الأرضِ وتسكُنينَ فوقَها ، انتقلتِ إلى باطِنِها ، وساكنتِ الدُّودَ ، وبعـد أنْ كُنتِ تجدين النُّورَ والضَّوءَ ، لم تَجِدي إلَّا الظُّلْمَةَ والوَحشةَ والوِحدة . فلِماذا تتكبَّرينَ ؟! وعن رَبِّكِ تُعرِضِينَ ؟! وتُبارِزِينَ مَولاكِ بالمَعصيةِ ولا تُبالِينَ ؟! وتسمعينَ المَواعِظَ ولا تخافِينَ ؟! تُؤخِّرينَ صلاتِكِ ، وتتهاونينَ بِحِجابِكِ ، وتُطلِقينَ بَصرَكِ في الحَرام ، وتفعلينَ الذّنوبَ والآثام . أما تَفكَّـرتِ في لَحظةِ المَوتِ ، وعَـذابِ القبر ، وفي يَومِ القِيامةِ والنَّار ! أتعرِفينَ إلى أينَ تصيرين ؟! أتأمنينَ أنَّكِ عن النَّار ستُزَحزَحِينَ ؟! لا واللهِ ، إنَّكِ لا تملكينَ شيئًا مِن ذلك . فلِماذا تُصِرِّينَ على المَعصيةِ ، وتتكبَّرينَ على التَّوبةِ . فعُـودِي أُخَيَّتي ، وتذكَّـري أنَّ المَوتَ آتٍ ، ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ آل عِمران/185 . نعم ، ستذوقينَ المَوتَ . فإنْ جاءَكِ وأنتِ على طاعةٍ ، فستُرَحِّبينَ بِهِ ؛ لأنَّه سيُقرِّبُ مَوعِـدَ لِقائِكِ بِرَبِّكِ سُبحانه وتعالى . قد تتألَّمِينَ قليلاً ، لكنَّكِ ستتحمَّلينَ ذلكَ حِينَ تُبَشِّرُكِ المَلائِكةُ بالجَنَّةِ ، ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ الفجر/27-30 . أُخيَّتي ، غُضِّي بَصرَكِ ، ولا تُطلِقيهِ في الحَرام ، فتُتعِبي نَفْسَكِ ، وتتحمَّلينَ الآثامَ ، ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ﴾ النور/31 . احفظِي سَمعَكِ عن سَماعِ الحَرامِ ، مِن غِيبةٍ ونَميمةٍ وكَذِبٍ وخَوْضٍ في الباطِل ، احفظِيهِ عن التَّنَصُّتِ ، ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ الإسراء/36 . احفظِي كُلَّ جَوارِحِكِ عَمَّا يُغضِبُ اللهَ ، وتُوبِي توبةً صادِقةً لا تعودِينَ بعدَها للذنب ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ﴾ التحريم/8 . واعلمِي – أُخيَّتي – أنَّ اللهَ – سُبحانه وتعالى – يقبل التَّوْبَ ، ويَغفِرُ الذَّنبَ ، ويَعفو عن السَّيِّئاتِ ، ويتجاوزُ عن الزَّلَّاتِ ، فاطلُبي عَفوَه – سُبحانه – ومغفرتَه ، واحذري غَضَبَهُ ، فإنَّ غَضَبَهُ شديدٌ ، وعذابَهُ شديد ، ﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾ آل عمران/28 . اللهم اغفِر ذنُوبَنا ، وأصلِح عُيوبَنا ، واختِم بالصَّالِحاتِ أعمالَنا ، وأدخِلنا الفِردوسَ الأعلى .
| |||||||||||||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
مواضيع ذات صلة | |
|