الإثنين 06 مايو 2013, 15:56 | المشاركة رقم: #1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: وجود الله حقيقة مطلقة لا تحتاج إلى برهان وجود الله حقيقة مطلقة لا تحتاج إلى برهان وجود الله حقيقة مطلقة لا تحتاج إلى برهان نايف عبوش تتصاعد في الكثير من المواقع على الشبكة العنكبوتية هذه الأيام، كتابات تنكر وجود الله، أو على الأقل تقر بأزلية المادة، وتنكر حقيقة حدوث الكون، والخلق من العدم. ولعل مما ساعد على انتعاش ثقافة الإلحاد، وكفران الخالق، وبالتالي شيوع كتابات الهرطقة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، هو منهج البحث المادي الذي يقوم على اعتماد أسلوب استكشاف الظواهر أولاً، وبحث الأسباب التي تحكم العلاقة بينها، ومن ثم الوصول إلى النتائج، واستقراء مستقبل الصيرورات، والتنبؤ بما سيصير عليه الحال في ضوء تلك المنهجية المعرفية، الأمر الذي يستبعد من دائرة اهتمامه في ضوئها، كل ما لا يخضع إلى معاييرها في البحث. وإذا كان منهج البحث العلمي التجريدي يصح استخدامه بدرجة عالية من اليقين، والاطمئنان إلى نتائجه في المحسوس من الظواهر التي تقع ضمن حدود مدركات الإنسان، فإنه بكل تأكيد لا يصح أن يكون موضع ثقة مطلقة فيما يخص بحث الظواهر التي تقع خارج نطاق المحسوس، وليس بمستطاع عقل الإنسان أن يدركها، أو أن يتلمسها بآليات البحث المتاحة المعتادة. ولعل في مقدمة تلك الحقائق، الظواهر الغيبية، التي تبقى لغزاً ليس بمستطاع، آلية البحث موضوعة الذكر أن تستكنه جوهر حقيقتها، مهما بالغت في التجريد، والتعمق في البحث، والتفلسف في هرطقة النتائج. إن إثبات العلم ذاته حقيقة عجزه عن الإلمام الكلي بحقائق الحياة، أمر يستحق وقفة حقيقية من كل إنسان عند تعامله مع موضوع الخالق، وحقيقة الوجود الإلهي، ومسلمة خلق الكون، والإنسان، والحياة. وعلى ضوء ما تقدم من معطيات، يبقى وجود الله - تعالى- حقيقة يقينية مطلقة، تتعالى على اللمس، والتصور على قاعدة (ليس كمثله شيء)، الأمر الذي يسوغ الإيمان به على الفطرة على قاعدة (والذي قدر فهدى)، دون الحاجة إلى دليل علمي، أو مادي، حيث يصح القياس عندئذ على مقاربة أن راعي الغنم الذي يرعى أغنامه في عمق الصحراء، ولا يرى في المحسوس أمامه من الموجودات برج إيفل مثلاً، أو يتعذر عليه تحسس جبال الهملايا، ومن ثم ينكر حقيقة وجودهما، ويجحدها قياساً على هذه الرؤية، فإن ذلك الحدس الذي توصل إليه، لا يعني أنهما غير موجودين في الواقع على الحقيقة بذريعة عدم تلمسها بحواسه، ومن ثم لا يسوغ له كفرهما. ومن هنا فإن الإيمان بحقيقة الوجود الإلهي، يظل حاجة فطرية في الإنسان، ولا يحتاج إلى دليل مادي، مع أن الله - تعالى- قد شحذ همة الإنسان للبحث، والنظر في ملكوت السماوات، والأرض وفي نفسه، فإن فيها آيات للموقنين.
| |||||||||||||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
مواضيع ذات صلة | |
|