وصايا الحبيب :: اقسام دعوية :: ۩╝◄الملتقي العام►╚۩ :: ركن الموضوعات العامة والمتنوعة

شاطر
 بشائر السّماء I_icon_minitimeالإثنين 25 فبراير 2013, 17:34
المشاركة رقم: #1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
الصورة الرمزية
عابرة سبيل

البيانات
 بشائر السّماء Jb12915568671
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 359
تاريخ التسجيل : 18/02/2013
العمل/الترفيه : (غايتي رضا الرحمن)‏
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
مُساهمةموضوع: بشائر السّماء


بشائر السّماء


في شروقٍ مؤلم همست وساوس شيطانية في أذني , وكأنها تريد لقلبي الهلاك ....تشاركها نفسي ,تلحّ علي بأسئلة , فتزيد الحزن جرعات

ما لي لا أرى فرجاً ..!! ,,,
أم هو الليل الذي يعقب الفجر بلحظات ؟!!!
أهي الذنوب حالت بيني وبين الفرج ؟

أم أنه الصبر بدأ ينفد , ...يا إلهي أحتاج المزيد المزيد من جرعات الصبر والأمل والثقة بك

سيكون هذا النهار رائعاً بالأنس بك , وبحلاوة ذكرك ,ولكن مهلاً
ما ذاك الشيء الذي يخبرني بأن الفرج لن يأتي ,وان الذنوب وقفت جداراً بيني وبينه
يا لسوء الظنّ الذي لحق بقلبي , فمزقه , وأذاقني مرارة أخرى فوق مرارة الصبر

فأبحث عن دواء لقلبي العليل , وما أطيبه من دواء ذلك الذي ألتمسه في كتابك يا خالقي , فكلّما حلّ اليأس وبات حبل الرجاء هزيلاً يريد أن ينقطع تذكرت رحمتك في قولك : : {وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } يوسف87

((قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله:"{ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ } فإن الرجاء يوجب للعبد السعي والاجتهاد فيما رجاه، والإياس: يوجب له التثاقل والتباطؤ، وأولى ما رجا العباد، فضل الله وإحسانه ورحمته وروحه، { إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } فإنهم لكفرهم يستبعدون رحمته، ورحمته بعيدة منهم، فلا تتشبهوا بالكافرين.
ودل هذا على أنه بحسب إيمان العبد يكون رجاؤه لرحمة الله وروحه))

,وان وقفت ذنوبي جداراً صلباً بيني وبين الفرج والتوبة تذكرت قولك : قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "
فأي عطاء هذا الي منحتنا اياه, فقد أطمعنا في الكثير الكثير من رحمتك وعفوك وجودك واحسانك , فللحزن عندنا أنيس , أو لا تكفينا هذه الايه ((لا تحزن إنّ الله معنا)) , فكلما طرق الحزن أبواب قلوبنا
وغلف الألم بالدموع عيوننا , وحلّ الظلام , فازدادت الحياة وحشة , تذكرنا قولك (لا تحزن إن الله معنا ) واستشعرت قلوبنا معيتك يا الله , وتنزلت الرحمة شيئا فشيئا ,فنحس بالأنس قليلاً ,

واذا ما خفنا شيئا , واستوحشنا من كل شيء في الدنيا ,وضاقت علينا الأرض بما رحبت ,وضاقت علينا انفسنا ,وضقنا ذرعاً من كلمن حولنا ,
وخفنا كل شيء , تسلل الأمن والأنس بايتك ..(قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى )) ....أي أمان ورقة ورحمة وحنان تغدق علينا هذه الاية ...!!!!!

وأي شيء نخشاه ونخافه ,,والله سبحانه وتعالى معنا ,يحمينا وينصرنا ووان توكلنا عليه بصدق واخلاص كفانا ما أهمّنا ,قال جلّ في علاه ((ومن يتوكل على الله فهو حسبه )),
وما أروع تفويض الأمر لله سبحانه , فما علينا إلا ان نأخذ بالاسباب , ثم نفرغ قلوبنا من كل شيء سواه , نرضى بكل شيء قدره لنا , فبه يكفينا الله مكر أعدائنا , وكل ما أهمّنا {{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ }}

كل كلمة في القران الكريم ,كان فيها الصبر والتفويض والتوكل , جاء بعدها البشرى بالفرج والنصر ,وهي نتيجة صدق التوكل والدعاء والثقة بما عند الله سبحانه , قال تعالى ( وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ( 87 ) فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ( 88 ) ) , ومن رحمة الله بنا أن هذه النجاة لا تقتصر على يونس عليه السلام وحده ,بل فضل من الله ورحمة للؤمنين بعامة , عن سعيد بن المسيب قال : سمعت سعد بن مالك - وهو ابن أبي وقاص - يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اسم الله الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى ، دعوة يونس بن متى " . قال : قلت : يا رسول الله ، هي ليونس خاصة أم لجماعة المسلمين؟ قال : هي ليونس بن متى خاصة وللمؤمنين عامة ، إذا دعوا بها ، ألم تسمع قول الله عز وجل : ( : فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ) . فهو شرط من الله لمن دعاه به " ))

وسورة الأنبياء حافلة بايات تسلي النفس الحزينة ,وتملؤها محبة لله تعالى وثقة بما عنده سبحانه , ويقيناً بان الليل لا بد زائل ,والفرج لا بد قادم ,

((وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ )),,((وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ,
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ)),

((وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ, ,

فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ))

كثيرة هي الايات التي تسلي النفس وتطهرها , وتخفف من حدة الحزن , ويستوقفني هنا , كلام الشيخ الحويني ,الذي قال عن سورة مريم أنها سلوى للنفس الحزينة ,

حقاً انها سورة فيها من الرحمة والرفق والحنان الالهي ,ما يجعل القلب البائس يبتسم ,ويستشعر أن ((رحمة الله قريب من المحسنين)) , نعم يا الهي ..قلوبنا تلتمس رحمتك في كل لحظة ,

فالسورة قد بدأت بذكر الرحمة الالهية (( ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا)) ,
ثم لم القلق والخوف والشقاء وقد تعودت منك الاجابة يا خالقي ((ولم أكن بدعائك ربي شقيّا)),
وسورة مريم كلها رحمة وحنانا الهياً وتبياناً لسعة رحمة الله عز وجلّ :

((وحناناً من لدنّا)).... قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {وحناناً من لدنا} يقول: ورحمة من عندنا, وكذا قال عكرمة وقتادة والضحاك وزاد: لا يقدر عليها غيرنا, وزاد قتادة: رحم الله بها زكريا. وقال مجاهد: {وحناناً من لدنا} وتعطفاً من ربه عليه. وقال عكرمة: {وحناناً من لدنا} قال: محبة عليه.((تفسير ابن كثير))

نعلم يا الهنا أن هذا الحزن سنة في الكون جارية ,لتميز الخبيث من الطيب بيننا , ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ..))

....أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ......تبث في روحنا الأمل وان كنا لا نستحق هذا النصر ...لكن سعة رحمتك أطمعتنا

لم نعد نخشى شيئا غيرك يا الله , فالأمر كله لك وبيدك , سبحانك ..((قل إنّ الأمر كلّه لله )) ....
ولم نخف مستقبلنا وقد ملأت اياتك قلوبنا توكلا عليك وثقة بك ....لن نخشى احداً سواك ..فانت وحدك خالقنا وأنت وحدك وليّ امورنا ..مهما اشتدت ليالي الشتاء بردا ومطراً ..
ف ((حسبنا الله ونعم الوكيل )) ....تمنحنا السكينة والأمل

الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) }[آل عمران]

إن ضاقت هذه الحياة بنا فلك وحدك الشكوى يا الله ....."قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ" (يوسف:86)
وإن اشتد الخوف وانقطع الرجاء ....لا نقطعه منك يا الله ...((فصبر جميل والله المستعان))
وإن سالت الدموع ....فلك وحدك يا الله .....
يا من لا تملّ منّا ...ولا تخذلنا ...ولا تتركنا .....
بك علقنا الرجاء فلا تخذلنا ....((واذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب))......
قال ابن القيم:
" فلله ما أحلى قوله هذه الحال- أي حال الانكسار بين يدي الله والخضوع له سبحانه:
- أسألك بعزك وذلي إلا رحمتني، أسألك بقوتك وضعفي، وبغناك عني وفقري إليك، هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك، عبيدك سواي كثير، وليس لي سيدٌ سواك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضريع، سؤال من خضعت لك رقبته، ورغم لك أنفه، وفاضت لك عيناه، وذل لك قلبه

فيا ربّ ((أفرغ علينا صبراً)) ,حتى تأذن بالفرج الذي تتفضل وتمن علينا به .



الموضوع الأصلي : بشائر السّماء // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: عابرة سبيل


توقيع : عابرة سبيل








مواضيع ذات صلة


 بشائر السّماء Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة




Powered by wsaya
Copyright © 2015 wsaya,