السبت 12 نوفمبر 2011, 01:02 | المشاركة رقم: #1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||
| موضوع: عشرة النساء عشرة النساء عشرة النساء ذكر ابن عبدربه في " العقد الفريد " هذه القصة فقال فيها : " حدثنا مجالد عن الشعبى ، قال : لقينى القاضي شريح ، فقال : يا شعبى عليك بنساء تميم فإنى رأيت لهن عقولاً ، قال : وما رأيت من عقولهن ؟ قال : أقبلت جنازة ظهراً فمررت بدورهم ، فإذا أنا بعجوز على باب دار ، وإلى جنبها جارية كأحسن ما رأيت من الجوارى ، فعدلت فاستقيت وما بى عطش ، فقالت : أى الشراب أحب إليك ؟ فقلت : ما تيسر ، قالت ، ويحك ، يا جارية إيتيه بلبن فإني أظن الرجل غريبا ، قلت : من هذه الجارية ؟ قالت هذه زينب بنت جرير ، إحدى نساء بنى حنظلة ، قلت : فارغة هي أم مشغولة ؟ قالت : بل فارغة ، قلت : زوجنيها ، قالت : إن كنت لها كفوا . ( وهى لغة تميم ) فمضيت إلى المنزل فذهبت لأقيل ، فامتنعت منى القائلة ! فلما صليت الظهر أخذت بأيدى إخواني – القراء والأشراف – علقمة ، والأسود ، والمسيب ، وموسى بن عرفطة ، ومضيت أريد عمها ، فاستقبل فقال : يا أبا أمية ، حاجتك ؟ قلت : زينب بنت أخيك . قال : ما بها رغبة عنك ، فأنكحنيها ، فلما صارت حبالى ندمت ، وقلت : أي شئ صنعت بنساء بنى تميم ؟ وذكرت غلظ قلوبهن ، فقلت : أطلقها ، ثم قلت : لا ولكن أضمها إلىّ ، فإن رأيت ما أحب ، وإلا كان ذلك . فلو رأيت يا شعبي وقد أقبل نساؤهم يهدينها ، حتى أدخلت على فقلت : إن من السنة إذا دخلت المرأة على زوجها أن يقوم فيصلى ركعتين فيسأل الله منى خيرها ، ويعوذ به من شرها ، فصليت وسلمت فإذا هي من خلفي تصلى بصلاتي ، فلما قضيت صلاتي ، وأتتني جواريها فأخذن يابى ، وألبسنني ملحفة قد صبغت في عكر الصفر ، فلما خلا البيت دنوت منها فمدت يدي إلى ناحيتها ، فقالت : على رسلك يا أبا أمية كما أنت ، ثم قالت : الحمد لله ، أحمده واستعينه ، وأصلى وأسلم على محمدٍ وآله ، وإني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك فبين لي ما تحب فأتيه ، وما تكره فأزدجر عنه ، وقالت : إنه قد كان ذلك في قومك منكح ، وفى قومي مثل ذلك ، ولكن إذا قضى الله أمراً كان ، وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله به " إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان " أقول قولي هذا ، وأستغفر الله لي ولك . قال فأخرجتنى والله يا شعبي إلى الحظية في ذلك الموضع ، فقلت : الحمد لله أحمد وأستعينه ، وأصلى على النبي وآله وسلم ، وبعد ؛ فإنك قد قلت كلاماً إن ثبتنى عليه يكن ذلك حظك ، وإن تدعيه يكن حجه عليك ، أحب كذا ... ، وأكره كذا ، ونحن جميع فلا تفرقى ، ما رأيت من حسنةٍ فانشريها ، وما رأيت من سيئة فاطويها ، ثم قالت : كيف محبتك لزيارة الأهل ؟ قلت : ما أحب أن يملنى أصهارى ، قالت : فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك آذن له ، ومن تكرهه أمنعه ، قلت : بنو فلان قوم صالحون ، وبنو فلان قوم سوء ، قال : فبت يا شعبي بأنعم ليلةٍ ، وكثت معى حولاً لا أرى إلا ما أحب ، فلما كان رأس الحول جئت من مجلس القضاء فإذا بعجوز تأمر وتنهى في الدار ، فقلت : من هذه ؟ قالوا : فلانة خنتك فسرى عنى ما كنت أجد ن فلما جلست أقبلت العجوز فقالت : السلام عليك يا أبا أمية ، قلت : وعليك السلام ، من أنت ؟ قال : أنا فلانه خنتك ، قلت : قربك الله ، قال كيف رأيت زوجك ؟ قلت : خير زوجة ، فقال : يا أبا أمية إن المرأة لا تكون أسوأ حالاً منها في حالين : إذا ولدت غلاماً ، أو حظيت عند زوجها ، فإن رابك ريب فعليك بالسوط ، فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم شراً من المرأة المد ، قلت : أما والله لقد أدبت فأحسنت الأدب ، وروضت فأحسنت الرياضة ، قالت : تحب أن يزورك أختانك ؟ قلت متى شاءوا . قال : فكانت تأتنى رأس كل حول توصينى بتلك الوصية ، فمكث معى عشرين سنة لم أعتب عليها في شيء ؛ إلا مرة واحدة ، وكنت لها ظالماً : أخذ المؤذن في الإقامة بعد ما صليت ركعتي الفجر ، وكنت إمام الحي فإذا بعقرب تدب فأخذت الإناء فأكفأته عليها ، ثم قلت : يا زينب لا تحركى الإناء حتى آتى ، فلو شهدتنى يا شعبي ، وقد صليت ورجعت فإذا أنا بالعقرب قد ضربتها ، فدعون بالقسط والملح فجعلت أفغث إصبعها وأقرأ عليها بالحمد والمعوذتين .
| |||||||||||||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
مواضيع ذات صلة | |
|