وصايا الحبيب :: اقسام دعوية :: ۩╝◄ الملتقي الاسلامي العام ►╚۩ :: موســوعة آلقـــصـــــص

شاطر
حكى لى جدى .... I_icon_minitimeالخميس 01 سبتمبر 2011, 06:38
المشاركة رقم: #1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
الصورة الرمزية

البيانات
حكى لى جدى .... Jb12915568671
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 29/08/2011
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
مُساهمةموضوع: حكى لى جدى ....


حكى لى جدى ....


حكى لى جدى عن هذا الرجل يوما ...كريم الطيب ، رجل
رافق الخير طوال م...شوار حياته ، لم يترك مريضا الا وعاده ، لم يترك
مظلوما الا ونصفه ، لم يترك لحظة من حياته الا وكان وسط الناس يتألم
بآلامهم ويفرح لأفراحهم ، كان رمزا للاحسان كأن الله وضعه أمامنا لنعتبر ،
كان تاجرا للخشب وأوسع الله له تجارته وبارك فيها حتى أصبح اسما متميزا فى
السوق ، فاستغل ماله فى عمل الخير .....، قال جدى عنه: كان الفقراء
لايتوقفون عن الدعاء له، وكثيرا ما بكت أعينهم حينما ساعد الكثيرين فى
الذهاب لبيت الله الحرام ، ولا أنسى قصة الأرملة التى أتت له راجية أن
يقرضها المال حتى يستأصل الأطباء الورم الخبيث من بطن ابنها البالغ من
العمر عشرة أعوام ، فلم يتأخر فى دفع التكاليف كاملة ، وأعطى له هذا الموقف
فكرة جديدة للخير فى أن يتكفل بالعمليات الطبية مرتفعة التكاليف حسب خطورة
الحالات التى يدرسها العاملين عنده ، لم أرى رغم عمرى المديد رجلا مثله
يتفنن فى السبل التى تفرج هم المكروب والمحتاج ، انه أعجوبة زمان شحت فيه
العواطف الطيبة والرحمة ، وكلما أعطى أكثر أزاد الله فى تجارته وزرع محبته
فى قلوب الناس أكثر ، ولكنه حرم شىء عزيز على كل انسان .... لم يرزق بأطفال
، وعاش حياته يهب اليتامى من حنان الأبوة ما يشعر الأطفال بأنه والدهم
الحقيقى، كان يتألم لبكاء أى طفل مهما كان السبب بسيطا ويأخذ الأطفال الى
صدره ليشعرهم بالأمان الذى حرموا منه .....
وكثيرا ما نصحه البعض لأن
يتوقف قليلا ويفعل شيئا لنفسه ويتمتع بماله وحياته، ولكنه لم يسمع لكلامهم
وبنى مسجدا يتلقى فيه الناس دروسا كما ألحقه بمعهد منخفض التكاليف لتدريس
علوم القرآن ، واستمرت الحال لأعوام طويلة كان فيها دواء لكل مريض ومبتلى ،
حتى تغيرت الأيام وتبدلت الأحوال وبدأت الحياة تذيقه طعمها المرير فخسر
تجارته وباع بيته ، وسأل الناس عنه فى كل مكان ليطمئنوا عليه ، وعرفوا أنه
سكن فى حجرة بسيطة مع زوجته ، واجتمع الناس حول بيته ، منهم من يريد حقه
منه ليرد اليهم الديون ، ومنهم من يريد رد الجميل والاطمئنان عليه ، فلم
يخرج اليهم لأن نفسه العزيزة أبت أن يراه الناس مديونا فخشى نظرة الشفقة ،
ومن رحمة الله عليه أن منعت سيرته الطيبة أصحاب الحقوق أن يرفعوها الى
القضاء وصبروا عليه طويلا ، وتبادلت الأحاديث بين الفريقين وطالب بعض الناس
سداد ديونه عرفانا لهم بمعروفه ، وطالت المناقشات حتى أن واحدا منهم قال :
سوف لا تكونوا أكرم منى ...لقد سامحته عن حقى ولا أريد رد الدين .....
فتعجبت
ونظرت الى جدى فى دهشة ، فرد بقوله: لا تتعجب يا بنى.... على الرغم أننا
فى زمان يتقاتل فيه الناس لأجل المال ...الا أن رحمة الله أكبر من كل شى ء
فالله فى عون العبد مادام فى عون أخيه ، وكان هناك رجلا وسط الزحام
...انتظر حتى انتهت المناقشات ورجع الناس لبيوتهم ،وما أن مشى آخر فرد منهم
حتى طرق الباب وقال : أريد الشيخ الطيب فى أمر هام للغاية ....، وفتحت
زوجته ودخل الرجل عليه حابسا دموعه مما آل اليه حاله بعدما كان فى عزة وغنى
واحسان، ثم قال : ألا تتذكرنى ؟
نظر اليه الشيخ كريم : أعذرنى يا بنى
....لقد كبرت ولم أعد أتذكر وجوه الناس جيدا...
قال الرجل وبدأت الدموع
تخرج من عينيه بهدوء : ألا تتذكر طفلا رأيته فى الشارع يعانى البرد والجوع
....، بخلت وقست قلوب الناس أن تعطيه رغيفا من الخبز ، وداس البشر على
اليتيم بأقدامهم فى يوم شديد البرودة ، بينما أنت قابلته بابتسامة أب حانية
ووضعت على كتفيه معطفك لتقيه شر البرد ، وأخذته معك فى سيارتك وقدمت اليه
زوجتك العشاء فى بيتك فى وقت كان فيه أشد الحاجة الى الطعام .....؟ ، انه
أمامك الآن ليطمئن عليك !
فأرجع الشيخ رأسه الى الوراء قائلا : تذكرتك
يا بنى....، أشكرك أنك زرتنى لتطمئن على ....
انهالت الدموع من عينى
الرجل قائلا : بل الشكر لله ثم لك أنت ، فلولا احسانك الى لكنت مت من الجوع
أو البرد ....، لكنت مجرد جيفة يشمئز منها الناس ، لقد ظهرت لى وسط آلامى
ودموعى كالملاك الذى أرسله الله ليخرج عباده من المحن، وحنوت على اليتيم فى
ليل شديد الظلمة ، وأشبعت بطنه الجائعة وأعطيته أملا كبيرا فى الحياة
بعدما وضعته فى أحد دور رعاية الأيتام التى تمتلكها ......، فامتلأ وجه
الشيخ بالخجل..... ياله من رجل عظيم!، مازال يخجل من استحسان الناس له...،
ثم انطلق لسان الرجل : انى اليوم على استعداد أن أفعل أى شىء حتى تخرج من
محنتك ، فرد الشيخ : لا يا بنى.....لا أريد ثمن محبتى لله ، فكل ما فعلته
كان فى سبيل الله ولا أريد رد الجميل فجزائى الوحيد هو رضا ربى ....، نظر
اليه الرجل فى دهشة : يالك من رجل مؤمن طيب الخلق، فعلا فى زماننا هذا
مازالت الجواهر موجودة ولكننا لا نبحث عنها، أرجوك ...لقد أتيتك راجيا ألا
ترفض طلبى ، اننى الآن تاجرا ناجحا ...أمتلك شركات ومصانع وكل ذلك أتى من
فعل خير قدمته لى ، كل ما أملك سأضعه تحت قدميك .....قل لى ما مقدار
ديونك؟...، وأخرج دفتر الشيكات من جيبه....، فبكى الشيخ رافعا يديه الى
السماء قائلا : هذا هو حسن ظنى بك يا ربى ....، هذا هو الفرج الذى توقعت أن
تعطف على به وبرحمتك على عبدك الضعيف ....
قال الرجل: انى لاأعرف لى
أبا ولا أما ، اعتبرنى ولدك من الآن ...وأطفالى أحفادك وزوجتى ابنتك ، وأى
شىء تطلبه سيكن مجابا ، أنت لا تعرف مقدار ما فعلته معى .....لقد أضأت
حياتى وزرعت فيها الأمل بعد أن شارفت على الهلاك.....
قال الشيخ وقد
أشرق وجهه الباكى: الحمد لله الذى أعطانى الولد والأحفاد بعد الشدة التى
مررت بها.....
ومرت الأيام وتحسنت الأحوال وأصبح الشيخ كريم الطيب مديرا
لكل شركات الرجل الذى عطف عليه يوما، متعلما منه ومن خبرته فى الحياة وفى
التجارة ، وأكمل الشيخ رسالته الخيرة فى الحياة عندما أغناه الله مرة أخرى ،
وبكى عليه الناس جميعا يوما مات فيه ولقى ربه نقيا وسيرته مازالت حية وسط
الناس ،فخير ما تملكه فى هذه الدنيا قلبا رحيما سمحا يتأثر بأوجاع الناس
ويكن فى عونهم ، ولا تتعجب يا حفيدى العزيز من هذه القصة ، فمن الممكن أن
ينجيك الله بفعل خير بسيط من مأزق كبير هدم حياتك كلها ، وانى لأحترم عقلك
ولا أقل لك قصصا خيالية ساذجة لتنام .... بل أفق يا بنى لما قلته لك ولا
تنساه أبدا....
ومفاجأتى اليك أن الطفل اليتيم الذى عطف عليه
الشيخ....وعاش عمره كله لا ينسى مقدار هذا المعروف .....هو أنا ! ، وكل
الخير الذى عشت فيه أنا وأنت وأبيك وكل العائلة كان بسبب هذا الرجل ، انها
رحمة الله التى تمثلت فى احسان هذا الرجل وامتد ثوابه الى أجيال ، وأهم ما
أريد أن تتعلمه من هذه القصة ....مدى جمال أن تمسح دمعة الضعيف
والمبتلى....، قلت : وهل شعرت بجمالها حينما رددت الجميل لهذا الرجل العظيم
؟!....
قال جدى مؤكدا : بالتأكيد ..... ومع جمال هذا الشعور وجدته يشكر
الله معقبا بقوله تعالى: ( واصبر فان الله لا يضيع أجر المحسنين) سورة هود
......صدق الله العظيم....


الموضوع الأصلي : حكى لى جدى .... // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: aalmsry


توقيع : aalmsry








مواضيع ذات صلة


حكى لى جدى .... Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة




Powered by wsaya
Copyright © 2015 wsaya,